[center]اجلس هنا في هذه الزاويه بعد ان امعنت التفكير في وحدتي التي لم اجد لها مبررا . لم احسب يوما انني وحيده و انني لا اجد من يفهمني , يحيط بي اصدقائي يحسبون و احسب انهم يعرفونني اكثر مما اعرف نفسي . لم اكتشف الا اليوم خبايا تفكيري , لم احسب ان في اليوم الذي اكمل فيه اعوامي الثمانية عشر سوف تنتهي ايام طفولتي و انني سوف اغدو راشدة عن حق .
لم اعرف حتى اليوم ان تلك الاعوام ضاعت هباءا بسببي , لم اندم حتى اليوم على سوء تقديري لنفسي .
لم اكن يوما في قمة سعادتي و كابتي مثل الان و مثل هذه اللحظه .
اسال نفسي اجننت ؟؟ ام الان فقط عدت لعقلي ؟؟
اناس كثيرون قالوا لي : " انتي انسانه متناقضة التفكير " , و لن اخجل ان اقول الان انني كنت ارددها معهم و انا لا افقه معناها .
اليوم فهمتها , اليوم عرفت معنى تناقضي , اليوم احسست بقمة قوتي و اشد ضعفي .
اجلس و حولي اناس لا اكاد اراهم , لا اكاد اسمعهم , او افهم ما يقولون , ربما اسمعهم و لكن لا انصت لهم .
احس انهم ... في مكان بعيد عني , هم في النور , و انا تحيط بي هالة من الظلام .
مللت تلك الحاله لانني لا استطيع التعبير عن ما يدور في ذهني , لا استطيع البوح بمشاعري .
اخاف ؟ ربما ارتعب .. هل سيحسنون فهمي ؟؟؟
توقفت الدموع من عيني الان .
لا يهم .. لا اكترث ان كانوا جهلة لا يفهمونني و لا يحسون بما في داخلي .
لانني انا فقط افهم نفسي و هذا ما يسعدني اليوم , و ربما هو ايضا ما يجعلني في حيرة من امري .
اسعيدة انا لانني افهم نفسي ؟ نعم .
ام كئيبه , حزينه لانني تاكدت انه لا يوجد من يفهمني ؟ بالتاكيد ذلك ما يحزنني .
هل انا مجنونه ؟؟ لم اعهد نفسي كذلك يوما ربما مندفعه , ربما تلقائيه , ربما جريئه , و صريحه , ربما لا افكر احيانا و ربما اتجاهل التفكير غالبا في عواقب ما افعل و لكنني لست مجنونه .
انا مغامره او هكذا اسميت نفسي . بنوته شقيه
و لكنني اعود لاسالكم من انا ؟؟؟؟؟