مصر التي* يقال إنها صاحبة حضارة وتاريخ وجغرافيا وتربية وطنية*.. إلخ إلخ*!!..
تعاني الآن من قضايا خطيرة جداً* استحوذت علي اهتمامات الرأي العام،* وأصبحت حديث وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء،* ورحنا نبحث عن أخبار هذه القضايا من رجل الشارع*..
لعل وعسي* يعرف شيئاً* لم* يصلنا من خلال وسائل الإعلام*!!. وهذه القضايا*.. ليس لها علاقة بالسياسة أو التوريث أو مستقبل ومصير هذا البلد أو مؤتمر الحزب الوطني الذي* يرفع شعار* »من أجل عينيك عشقت الهوي*«!. القضايا التي تشغل اهتمام الرأي العام بعيدة تماماً* عن هذه الملفات*!. وليس هذا معناه*..
أن الرأي العام مشغول بقضايا الفقر،* ورفع الأسعار،* ورغبة الفلاحين في تبوير الأراضي الزراعية بعد الخسائر الضخمة التي تعرضوا لها*!. وليس مشغولاً* أيضاً* بقضايا العشوائيات،* إلي آخر القضايا الكارثية التي لحقت بنا في العقود الماضية*!. إن الرأي العام علي رأي المثل* »اشتري دماغه*«،* وأدار ظهره إلي هذه القضايا والملفات الشائكة*..
بل أدار ظهره تماماً* إلي ما* يجري علي المسرح السياسي من فصول ومسرحيات*!. إننا الآن في مصر*.. انشغلنا بقضايا أخري،* واعتبرناها أكثر أهمية*!.
انشغلنا بقضية المستشار مرتضي منصور وأحمد شوبير لاعب الكرة السابق*!،* ورحنا نتبادل علي* »الموبايلات*« التسجيلات المنسوبة إلي* »شوبير*«،* ونستفسر عن حقيقة الـ سي*. دي الجنسي المنسوب إلي* »شوبير*«،* ورحنا أيضاً* نتابع صور وصول* »شوبير*« إلي مبني النيابة محمولاً* علي أعناق أنصاره،* وعشرات اللافتات المرفوعة*..
والتي تقول* »بالروح بالدم*.. نفديك* ياشوبير*«!!. وضربنا أخماساً* في أسداس،* وتساءلنا عن أسباب هذه المظاهرة التي* يقودها* »شوبير*« إلي النيابة؟*!. ومازالت ملفات التحقيقات مفتوحة،* ومازال الرأي العام مشغولاً* بالمتابعة*!. وهناك قضية الزج بأسماء أربعة فنانين في شبكة للشذوذ الجنسي*!. حقيقة*.. سي،* دي* »شوبير*« في مقدمة الاهتمامات*!.
وتوارت قضية شبكة الشذوذ إلي المرتبة الثانية من الاهتمامات*!!. وطبعاً*.. هناك قضية مباراة كرة القدم بين فريقي مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم*. وراحت بعض وسائل الإعلام في البلدين تدق طبول الحرب،* وتخصصت برامج تليفزيونية في إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين*!.
وطبعاً*.. استحوذت هذه القضية علي اهتمامات الرأي العام،* انشغلنا بتشكيل الفريق،* وتصريحات الأستاذ حسن شحاتة المدير الفني والبدلة الخضراء التي سوف* يرتديها حازم الهواري تيمناً* بانتصاراتنا في أفريقيا بفضل ارتدائه هذه البدلة*..
انشغلنا بهذا وأيضاً* بتصريحات سمير زاهر رئيس اتحاد الجبلاية التي* يبشرنا فيها بالوصول إلي جنوب أفريقيا في العام القادم*. والقضية الرابعة التي استحوذت علي بعض اهتمامات الرأي العام*.. واقعة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر مع إحدي فتيات المعهد الأزهري التي ترتدي النقاب*!. وانقسم الرأي العام بين مؤيد ومعارض،* وانقسم معه المشايخ وأصحاب الرأي،* وأصبحت قضية النقاب علي صدر صفحات الجرائد والمجلات،* وفي مقدمة برامج* »التوك*. شو*« علي شاشات التليفزيون*!!.
والقضية الأخيرة التي تشغل اهتمام الرأي العام*.. وباء إنفلونزا الخنازير الذي بدأ* يكشر عن أنيابه في مصر فقط*.. رغم عدم اهتمام دول العالم في أوروبا والأمريكتين بهذا الوباء،* وسقوط عشرات الضحايا* يومياً*!!. ما هذا الذي* يحدث في مصر؟*!.
هل تفجير هذه القضايا* يهدف إلي إسدال الستار عن قضايا أخري أكثر أهمية؟*!. لا أعتقد فقد أصبح الرأي العام المصري في واد،* والدولة في واد آخر،* والقضايا المصيرية التي سوف تحدد مستقبل مصر في واد ثالث*!!.
في انتظار ردودكم الجادة
__________________